✍️ اعتراف صحفي – زيد رياض العامري
مرفوعٌ بالحجة .. منصوبٌ على مائدة الحقيقة!
دخلتُ في نقاش لغوي مع أحد الكبار ( سننا )
في كروب واتساب، فظننت أنني أصبتُ كبد اللغة
( بنقل اخباري )، وأعلنتُ انتصاري الصغير على صفحات القواميس. تماسكتُ بجرأتي
( لم ارد عليهم )، وذهبتُ إلى الشعراء أبحث عن شاهدٍ يثبت ظني
( فانني اشاهد ازالتي من الكروب برسالة من صديقي تم ازالتك )
، فإذا بالحكم يأتي قاطعًا: الكلمة مرفوعة، وأنا المرفوع اليدين اعترافًا بالخطأ
( لعمركم اكبر مني و اقدمكم عملا في المجال الاعلامي و الصحفي ).
خسرتُ الرهان وربحتُ درسًا، وغداؤنا كباب شوي عراقي، لكنه مطهوّ بطعم الحقيقة. نعم، خسرت أمام رجلٍ ( لكنك لست برجل حقيقي ) . يبيع قلمه في سوق المنافقين، و يعرف الاصطفاف تحت موائد المسؤولين، ولا يكتب إلا حيث لا يكون للصدق مكان .
وهنا الفارق؛ بين صحافةٍ تُبنى بالحجة والضمير، وأخرى تُشترى بالابتسامة الصفراء والصور التذكارية.
بين قلمٍ إذا أخطأ اعترف، وبين أقلامٍ إذا كذبت تباهت.
لهذا قلت: المرفوع ليس فقط الكلمة.. بل المقام. والمنصوب ليس الإعراب.. بل وجوه المتملقين.
أما أنا؛ فخسرت معركة صغيرة، لكنني انتصرت على جوقةٍ كاملة من مطبّلين
( الحرس القديم )
لم يعرفوا يومًا أن الاعتراف بالخطأ أرفع من كل منصب، وأن سقوط الأقنعة أبلغ من كل خبر عاجل (في كروبكم الذي كان فعلا يعتبر نشاطات لكم و لغيركم ) .